الرئيس ميقاتي بعد لقائه ميلوني: الحل الديبلوماسي يجب أن يتقدم ويتمثل في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار والتقيد بالشرعية الدولية
الجمعة، ١٨ تشرين الأول، ٢٠٢٤
أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "أن لا أولوية تعلو على وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين وتدمير البلدات والقرى". وشدد على التزام لبنان بالتطبيق الكامل لكافة القرارات الدولية الخاصة به، لا سيما القرار 1701"، مجدداً التزام لبنان "بتعزيز وجود الجيش في الجنوب ليقوم بمهامه كاملة بالتعاون مع قوات "اليونيفيل".
بدورها شددت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني على أن استهداف قوات اليونيفيل أمر غير مقبول ويجب ضمان سلامتها. ولفتت الى أننا نعمل للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة ولبنان، ونحن ندعو إلى هدنة مدتها 21 يوماً".
وقالت: "لقد توافقنا على التطبيق الكامل والفوري للقرار 1701، وهذا يعني أيضاً أنه في منطقة جنوب نهر الليطاني يجب ألا يكون هناك أي وجود عسكري غير اليونيفيل والجيش اللبناني".
مواقف الرئيس ميقاتي ورئيس الحكومة الإيطالية جاءت في مؤتمر صحافي مشترك عقداه في السرايا.
وكانت رئيسة الحكومة الإيطالية وصلت الى بيروت بعد ظهر اليوم على رأس وفد واستقبلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قاعة كبار الزوار في مطار رفيق الحريري الدولي.
ولدى وصولها الى السرايا أقيمت لها مراسم الإستقبال الرسمية، وكان في استقبالها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وانتقلا معاً الى مكتب رئيس الحكومة حيث عقدا اجتماعاً ثنائياً مطولاً.
لقاء صحافي
وفي ختام الإجتماع عقد الرئيسان ميقاتي وميلوني لقاءً صحافياً مشتركاً فقال الرئيس ميقاتي: سعدت باستقبال رئيسة وزراء إيطاليا السيدة جورجيا ميلوني التي أرادت زيارة لبنان في هذا الظرف العصيب الذي نمر به للتعبير عن تضامنها مع لبنان وشعبه وكرسالة دعم إيطالية لدور ومهام قوات السلام الدولية في جنوب لبنان.
في البداية تحدثنا عن العلاقات الثنائية الوثيقة والتاريخية بين لبنان وإيطاليا، إضافة الى الموضوعات ذات الإهتمام المشترك على صعيد منطقة الشرق الأوسط.
ثم تناولنا الحرب الدائرة في الجنوب وجددنا التأكيد أن الحل الديبلوماسي يجب أن يتقدم على الحرب والعنف والدمار ويتمثل أولاً في التزام إسرائيل الكامل بوقف إطلاق النار والتقيد بالشرعية الدولية وبتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم1701 بشكل كامل ووقف الخروقات للسيادة اللبنانية.
في المقابل أكدت للسيدة ميلوني أن لا أولوية تعلو على وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين وتدمير البلدات والقرى. وشددت على التزام لبنان بالتطبيق الكامل لكافة القرارات الدولية الخاصة به، لا سيما القرار 1701، وأبديت استعدادنا لتعزيز وجود الجيش في الجنوب ليقوم بمهامه كاملة بالتعاون مع قوات "اليونيفيل".
كذلك أكدت للسيدة ميلوني شكر لبنان وتقديره للمساهمة الكبيرة والدائمة لإيطاليا في عداد قوات "اليونيفيل" ما يعبّر عن التزام إيطاليا بسلامة لبنان واستقراره وصون وحدة أراضيه.
إن لبنان المتمسك بالشرعية الدولية، يرفض تهديد إسرائيل لليونيفيل بالمغادرة والإعتداءات التي تتعرض لها، والتي تشكل انقلاباً فاضحاً على الشرعية الدولية، ما يقتضي من الجميع الوقوف وقفة واحدة ضد هذا التطاول السافر على دور اليونيفيل ومهمتها الكبيرة في الوقوف الى جانب لبنان واللبنانيين.
كذلك فقد شكرت رئيسة الوزراء على دعم بلادها المستمر للجيش وتعزيز قدراته لتمكينه من القيام بكل المهام المنوطة به.
كما شددنا على وجوب الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو الأمر الأساسي لإطلاق ورشة الإصلاحات الإقتصادية المطلوبة وإطلاق عجلة النهوض الإقتصادي بدعم أصدقاء لبنان في العالم.
إن لبنان دفع ويدفع فاتورة غالية ثمن الصراعات الخارجية، وما يحصل حالياً يجب أن يكون درساً لجميع الأطراف اللبنانية أن النأي بلبنان عن الصراعات الخارجية هو المطلوب وأن سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها هو الحل لكل المشكلات القائمة.
سيدة ميلوني أهلاً وسهلاً بك في لبنان وشكرا لوقوفك الى جانب وطننا وشعبنا، مع التمني بأن يكون لإيطاليا الدور الفعال في وقف ما يجري من تعد في حق لبنان واللبنانيين.
ميلوني
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية: شكراً لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي صديقي، على هذا الترحيب الحار، وهذا التبادل المفيد للآراء، وأود أن أقول بأنني فخورة بأنني أول رئيسة حكومة تزور لبنان منذ بداية التوترات والتصعيد العسكري، وإنني الوحيدة التي زارت لبنان مرتين منذ السابع من تشرين الأول من العام المنصرم. إن وجودي هنا اليوم هو أولاً لأعرب عن التضامن والقرب من المدنيين من كل الجهات الذين يعانون من عواقب هذه الأزمة، وهذا النزاع، وإن إيطاليا، كما كل الشركاء الدوليين، تنادي بوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً منذ أسابيع وأشهر، وإن رئيس الوزراء ميقاتي، كما رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري قد وافقا على هذا الإقتراح، وهذا مهم للغاية لنا. لقد وصلت من بروكسل حيث شاركت في المجلس الأوروبي، وبالتأكيد أن الأزمة في الشرق الأوسط كانت في صلب نقاشاتنا، وأؤكد لكم أننا نعمل لوقف إطلاق نار دائم ومستمر في غزة ولبنان، ونتابع أيضاً التفاوض لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، كما أننا نبحث عن أفضل الوسائل لمساعدة النازحين.
إن إيطاليا تقف أيضاً في طليعة المبادرين الى التخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة حيث قدمنا أكثر من 47 طناً من المساعدات الغذائية، وفي لبنان أيضاً فور بدء التصعيد العسكري وافقنا على مساعدة إنسانية ب70 مليون يورو، لدعم، بشكل خاص، النازحين من منازلهم وقراهم ودعم المجتمعات التي تستضيفهم. وأنا أيضاً هنا في لبنان لأتوجه بالشكر لكل الجنود المنتشرين مع اليونيفيل وأيضاً مع البعثة الإيطالية. هؤلاء الجنود قد ساهموا لسنوات في استقرار الحدود ببن لبنان وإسرائيل، وبالتأكيد ستكون هناك حاجة لوجودهم في أي سيناريو للمساعدة في الإنتهاء من النزاع. لذلك أكرر أنني أعتبر أن استهداف "اليونيفيل" غير مقبول للغاية وأطالب مجدداً بأن يسعى كل الأفرقاء لضمان سلامة هؤلاء الجنود وأمنهم، ولذلك أنا مقتنعة أيضاً بأنه يجب تعزيز "اليونيفيل" من خلال المحافظة على حياتهم، لنستطيع أن نطوي الصفحة. وأعتقد أن علينا أن نعود الى المهمة الأساسية لليونيفيل ونقوم بذلك بشكل مناسب بالتعاون مع الجيش اللبناني، وأنا مقتنعة أيضاً بأنه يجب أن توفر للجيش اللبناني أفضل الشروط ليتمكن من تحمل مسؤولياته، والهدف هو تعزيز قدرة القوى الأمنية اللبنانية من خلال تعزيز التدريب وبرامج التدريب بالتعاون مع السلطات اللبنانية.
أضافت: لقد بحثت كل هذه الأمور مع الرئيس ميقاتي وتوافقنا على التطبيق الكامل والفوري للقرار 1701 ، وهذا يعني أيضاً أنه في منطقة جنوب نهر الليطاني يجب ألا يكون هناك أي وجود عسكري غير اليونيفيل والجيش اللبناني. لدينا أيضاً بعثة ثنائية كجزء من مجموعة دعم لبنان بشكل خاص لتعزيز تدريب الجيش اللبناني وسنحاول أن نبذل جهداً أكثر من ذلك في هذا المجال. وليست صدفة أننا دعونا في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع (قمة G7)، دعونا للتفكير بأفضل طريقة لحل هذا الوضع المعقد الذي نعيشه. أؤمن أيضاً بأنه يجب دعم المؤسسات اللبنانية وتعزيزها. أنا لست من القادة الذين يحبون أن يقولوا للآخرين ما يجب القيام به، ولكن لبنان يعاني ووجود مؤسسات عاملة أمر أساسي لكي يتمكن لبنان من الدفاع عن مصالحه. وهذا الرأي أعتقد أنه يشاركني فيه جميع القادة، وأنا أستطيع أن أؤكده لكم بأن إيطاليا مستعدة لبذل كل مساعدة إذا كنتم بحاجة إليها وإذا طلب منا ذلك. وقد بحثت أيضاً موضوع النازحين مع الرئيس ميقاتي وتحدثنا عن أزمة النازحين التي يعاني منها لبنان منذ سنوات طويلة، وهناك أكثر من مليون نازح في لبنان إضافة إلى مليون ونصف مليون نازح سوري. في ما يتعلق بالنازحين فإن إيطاليا ملتزمة برفع الأمر على المستوى الدولي والأوروبي، وإيطاليا ملتزمة بهذا الشأن منذ زمن طويل ونعمل مع شركائنا الأوروبيين لخلق الشروط الضرورية للسماح بعودة النازحين إلى سوريا عودة طوعية وآمنة ومستدامة وبكرامة، ونحن ندعم كل جهود هيئات الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ونطالب في الوقت ذاته بتعزيز الحضور الديبلوماسي الإيطالي في دمشق. ختاماً حضرة رئيس الوزراء، بإمكانكم دوماً الإعتماد على إيطاليا ونأمل عودة الإزدهار والسلام لهذا البلد الصديق.